لطالما كانت الأحواز رهينة المراكز السياسية العربية الى الأمس القريب القريب، ففقدت معها روح المبادرة وأن تمتلكها ومصادرة القرار وأن كانوا يصرون على استقلاليتهم.
بسقوط بغداد عام ٢٠٠٣ انقطع الحبل السري وكانت ولادة جديدة للساحة الأحوازية.
الولادة التي أعطت استقلالية للحراك الأحوازي في الداخل فخاض شعبنا العديد من المبادرات الجماهيرية ضمن العمل السياسي في الداخل وقاد مناضلوا الشعب الانتفاضات تلو الانتفاضات دون دعم ومناصرة من مركزيات عربية إلا ما رحم من خلال بث بعض الاخبار عن أحداث الاحواز لعام ٢٠٠٥ وصاعداً.
الايجابية في سقوط المركزيات القومية العربية صاحبة السلطة هو القطع مع الحركات الأحوازية مما جعلها ( الحركات الأحوازية) أن تبني نفسها وتنظر لواقعها خارج عن واقع الدول العربية التي لا يشبه مشاكلنا مشاكلهم، فبوركت تلك الولادة.
وحالياً، تتجه الحركات ( بعض الحركات الأحوازية)، نحو إسقاط المركزية الفارسية التي تحكم ايران منذ ١٠٠ عام عبر التحالف مع القوميات غير الفارسية، وفي خطوات لاحقه من الممكن أن تتوسع هذه التحالفات وتشمل أحزاب شمولية( سراسرى)، بغية اسقاط المركزية داخل ايران، وهذا العمل الشاق والصعب والذي بني على أساس نظري متين وتحركات سياسية محسوبة تأخذ بعين الإعتبار مصلحة شعبنا العربي الأحوازي ضمن التغيير الذي سيحصل.
( الإعلان عن تحالف الديمقراطي للشعوب في ايران، ويمثل الأحواز حركة النضال الأحوازي) ( وأيضا في هذا المؤتمر أعلن الأستاذ يوسف عزيزي عبر خطابه عن ولادة مجموعة وتشكل جديد يمكن أن يحمل نفس الاتجاه نحو التغيير ضمن ايران).
ومن فضاء أكثر رحابة، دخلت قضيتنا في الساحة العالمية عبر مفهوم ما بعد القومية Postnationalismومعالم هذا الجانب يتكون من حركات وجماعات هويتها هوية عالمية ولم تنكفئ على نفسها بل تطالب بالحقوق التي تصر عليها المنظمات الدولية عبر القواعد الآمرة ( هي مبادئ أساسية من مبادئ القانون الدولي التي قبلها المجتمع الدولي لتأسيس قاعدة أو أرضية لا يمكن للدول خرقها)، ومن هذه القواعد::
منع الاعتداء
حظر الابادة الجماعية
حظر التعذيب
احترام حقوق الانسان
اقرار حق تقرير المصير
لذلك نشهد هذه القواعد والمطالبات القانونية العالمية تدخل في مواثيق الحركات الأحوازية من مدخلها العالمي حتي تكون ضمن سياق التغيير داخل ايران وذلك يبنى على أرضية القواعد الآمره.
أذن سقوط المركزية العربية ساعد الحراك الأحوازي كي يصبح عوده أصلب ويدخل في ساحات كانت ممنوعة وضمن المحظور ( إلا في فترات قصيرة سابقاً) داخل ايران وتسعى الحركات الأحوازية الآن ( بعضها)، أن تكون فاعلة وحاضرة بكل قوتها في الساحة الايرانية وهذا لعمري تجربة كبيرة يكسبها الأحوازي دون أن يكون قراره مصادر من قبل أي مركزية، عربية كانت أو غير عربية.
عادل عبدالرحيم