جاء في تعريف لزوم ما لا يلزم في الأدب العربي ” لزوم ما لا يلزم هو أن يُلزم الشاعر نفسه بالتزام حروف وحركات في القافية لا تتطلبها قواعد علم القافية ، وإنما يفعل ذلك لزيادة الإيقاع الموسيقي ، وللدلالة على مهارته اللغوية”.إنتهى الاقتباس.
وتأويلاً اذا قلبنا هذا المعنى وإستخدمناه في السياسة، تأتي هذه اللزومية مطابقة للواقع الذي إنطلقت منه حركة النضال، حيث إستعملت مهارتها النابعة من تجاربها العميقة الميدانية والنظرية في فهم الواقع السياسي ودهاليزه العالمية التي تؤثر على قضيتنا منذ أمدٍ بعيد ويبسط أثره عليها.
فمازالت قضية الأحواز رهن السياسات العالمية التي تتلاعب في مقدرات الشعوب وحقوقها التي دُرجت في القوانين الدولية وأعرافها.
هذه المهارات والتجارب لحركة النضال تأتي ضمن الإيمان المطلق بقضيتها والخط والحد الأحمر الذي رسمته بينها وبين الأنظمة الديكتاتورية، و الحركة بينت موقفها من هذا النظام عبر الأعمال التي قامت بها سابقاً ضمن الحق الشرعي والحقوقي المثبت في القوانين الدولية.
وإستمراراً لهذا النهج وضمن العمل النضالي الثوري و على ضوء التجربة الأحوازية طيلة عمرها الذي يقارب القرن والمسمى بالحراك الوطني الأحوازي، ونظراً للخلفية التاريخية التي شهدت عدة محطات تراوحت قضيتنا بين المطالبة بحق تقرير المصير الخارجي( الإستقلال)، وبين حق تقرير المصير الداخلي الذي من أهم محطاته دخول الجماهير الأحوازية في ثورة ١٩٧٩ لإسقاط نظام الشاه وإرسال الوفد الثلاثيني للمركز للمطالبة بحقوق شعبنا ضمن العمل السياسي في إطار الدولة الإيرانية، وأيضا في محطة أخرى دخول شعبنا في فترة الإصلاحات وإنتخاباتها دعماً لحزب الوفاق.
فما أتت به حركة النضال ليست بدعة حتى تتهم بالضلالة، لكنها أتت ببرنامج سياسي مدعوم تاريخياً وعبر موقف الشعب وقواه الثورية الذي يترواح بين حق تقرير المصير الخارجي أو الداخلي وضمن العمل الممكن والواقعي الذي أساسه وصول شعبنا الى حقه التاريخي في موطنه وأرضه التي يتواجد عليها منذ فجر التاريخ.
وهذا التكلف الذي أتى ضمن التغيير الحاصل في برنامج الحركة المؤقت يبين أنها خرجت من السكون والخطابات التي قفلت نفسها ولا تريد أن تتعامل مع الواقع و ديدنها صار الرفض بحجة الموقف الأصولي وعدم تخطي المبادئ وهذا لا يجني لصاحب الخطاب أي مسؤولية، بل التغيير هو الذي يكلف عبر التحالفات والائتلافات لإسقاط النظام الحالي في ايران وكسب ما يمكن من حقوق، فهي إستطاعت أن تكتفي بإطلاق الشعارات و الأهازيج الرنانة و لا تلتزم بما لا يلزم و تتجنب المخاطر التي ستواجهها من قبل النظام الحاكم في طهران، و تمنع جفوة الأقرباء و تبتعد عن تمزيق الأشقاء.
البرنامج السياسي الحالي دفع حركة النضال العربي الأحوازي بأن تستخدم مهارتها وتجاربها وسياساتها إنسجاماً مع التيار الثوري الذي عم جغرافية ايران السياسية، وإسقاط النظام يحسب كنقطة مبدئية ضمن مراحل النضال العلمي وإستراتيجياتها، دون أن تتخلى الحركة عن مبادئيها.
وهذا نضال مستمر و لا هوادة فيه لقلع النظام في إطار التحالف مع الشعوب غير الفارسية، و القوى المناضلة وبناء مشاريع غايتها إرساء حكم لا مركزي داخل ايران وإنتزاع الحقوق منها نزعاً كي نحكم وطننا ضمن حكم وطني يرعى حقوق شعبنا الحقة.
وعليه، فأن البرامج السياسي لحركة النضال الأحوازي جاء حسب فهم الواقع لقضيتنا و وضعها في ميزان الثورة الحالية وميزان القوى الدولية والأقليمية وساحتها غير المستقرة، حيث نرى أن السياسات التابعة للدول العظمى لا تصب في خانة إسقاط النظام بل تتلخص في تعديل سلوك النظام، ويضاف لها الإنفراج الذي حصل بين ايران و دول الخليج العربي مما ينذر أن الدول كما يقال ليست جمعيات خيرية بل تحكمها المصالح، ومن منطلق المصالح أيضاً نحن ننظر الى قضيتنا ضمن كل هذا الفضاء الموجود العالمي والإقليمي وحتى الداخل الإيراني الذي يطلب من الجميع أن تكون خطواتهم محسوبة ونضالهم يتوشح بالمرحلية وعلى رأسها إسقاط النظام وإقرار حق تقرير المصير للشعوب غير الفارسية.
المكتب الإعلامي لحرکة النضال العربي الأحوازي.