معاهدة رامسر عقدت في عام ١٩٧١ حول الأراضي الرطبة ( الأهوار، المستنقعات، والأراضي الرطبة)، وقام بأعدادها اسكندر فيروز في مدينة رامسر الإيرانية حيث تضم حالياً ٢٥٤ مليون هكتار من الأراضي الرطبة في العالم تحت اطار هذه المعاهدة( للمزيد من المعلومات يمكن الرجوع الى تاريخ هذه المعاهدة).
ومن الملفت للنظر أن هور العظيم بهذا الحجم الكبير الذي يحتويه من الأراضي الرطبة والتنوع الحيواني والطيور والأسماك بالإضافة الى سكان هذا الهور العملاق الذي يغطي أكثر من ١٢٠ ألف هكتار، وتشترك به العراق والأراضي الأحوازية في منطقة ميسان، والجانب العراقي ثبت هذه الأهوار في المعاهدة المذكورة عام ٢٠٠٧، لكن الجانب الذي يقع في الأحواز مازال لم يثبت بشكل قانوني من قبل السلطة الإيرانية.
هنا يطرح السؤال، لماذا هذا الهور لم يثبت في هذه المعاهدة الدولية؟
برأيي يكمن خلف هذا القرار المسائل التالية:
١- بما أن أهوار الحويزة بين الأحواز والعراق يشكلان الهور العملاق هور العظيم، أسقط الجانب الأحوازي عن المعاهدة كي لا تكون ايران مسؤولة عن نسبة المياه التي تأتي من الكرخة تجاه هذا الهور ويكون العراق هو المسؤول الأول عن معدل المياه الواردة في أهوار الحويزة والتي مصدرها نهر دجلة.
٢- أكتشاف النفط في داخل الأهوار يعفي الجانب الإيراني من الحفاظ على الأراضي الرطبة ويستطيع أن يجففها بغية استخراج النفط دون أن تكون الجهات المعنية ملزمة بمعاهدة رامسر وقرارتها.
٣- اسكندر فيروز الذي لقب ب أب الأهوار كان ضمن النظام الملكي البهلوي، وكان بأمكانه أن يضم هور العظيم الى معاهدة رامسر لكن السياسة وقضايا الحدودية بين ايران والعراق أثرت على هذا القرار وهذه القضية مباشرة تدخل ضمن نطاق خرق القواعد الدولية والتي من ضمنها تقديم طلب الدول درج مواقعها الطبيعية ضمن مناطق التراث العالمي وذلك تحت إدارة لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، لكن الجهة المسؤولة عن البيئة في الدولة الإيرانية شجبت هذا الالتحاق فراراً من أي مسؤولية قانونية.
ونتيجة لذلك آثار هذا القرار السياسي الذي أمتنع عن وضع هور العظيم ضمن المعاهدة كارثي ودمار شامل يمكن للمتابع أن يبحث عنها ضمن الجفاف المتعمد، موت الأسماك والطيور، فرار الإنسان من بيئته، الهجرة الى المدينة وتسبب مشاكل مجتمعية، البطالة، العواصف الترابية والخ.
المحصلة، يمكن لمنظمات حقوق الإنسان الأحوازية وضع هذه الكارثة البيئية ضمن خطابها في مجالس حقوق الإنسان ومطالبة المعنيين بهذه القضايا وضع هور العظيم ضمن المعاهدات الدولية الخاصة بالأراضي الرطبة وطلب وضعها ضمن التراث العالمي كي نحتفظ بما تبقى من هذا الهور الذي يذكرنا بالحضارات القديمة في مسيان الأحوازية.
عادل صياحي