لقد احتجز النظام الإجرامي للملالي في إيران، لما يقرب من 4 عقود، الشرق الأوسط كرهينة عبر الجماعات الوكيلة، وعلى رأسها جماعة حزب الله الإرهابية، معرقلاً أي تقدم سلمي. من خلال هذه الجماعات الوكيلة، تمكن من المضي قدماً في سياساته التوسعية في المنطقة. وباستخدام هذه الجماعات نفسها، سعى لفرض هيمنته على المنطقة. ومن خلال هذه الجماعات، تم قمع أي احتجاج شعبي في إيران وسوريا والعراق ولبنان واليمن.
وخلال هذه الفترة كلها، أدت سياسة المهادنة مع النظام عبر تقديم التنازلات والتغاضي عن جرائم الجماعات الوكيلة إلى تحول هذه الجماعات إلى دول داخل الدولة، مما أدى إلى سيطرتها على دول مثل العراق واليمن وسوريا ولبنان، وتحويلها إلى ولايات تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد أعلن النظام مراراً وبشكل علني أن حدوده تمتد حتى البحر الأبيض المتوسط، وعلى العالم أن يقبل بهذا الواقع.
والآن، هذه الجماعات الوكيلة تتلاشى واحدة تلو الأخرى، ومع تدميرها، تتهاوى حدود الدفاع للنظام الإيراني، وينسحب إلى عمق المدن والمناطق الإيرانية. تلك المدن والمناطق التي هي على وشك الانتفاضات والمعارك الحقيقية بين الشعوب والنظام الحاكم في إيران.
مقتل حسن نصر الله هو بداية انهيار حزب الله وجميع الجماعات الوكيلة. ترك النظام الإيراني حزب الله في فخ إسرائيل في محاولة للحصول على تنازلات سياسية من خلال ظريف وبزشكيان في نيويورك وواشنطن، وشراء الوقت. كانت تكتيك النظام هو وضع حزب الله في موقف دفاعي باتفاق مع الولايات المتحدة، بشرط عدم مهاجمة إسرائيل لإيران. كان النظام يعتقد أنه بهذا التكتيك سيحافظ على حزب الله ويشتري الوقت لنفسه، ولكن تصريحات مثل “نحن والأمريكيون إخوة”، “نحن مستعدون لترك أسلحتنا”، و”حزب الله يقاتل وحده”، لم تستطع منع الضربة النهائية لجسد حزب الله. الآن، يجد النظام نفسه في وضع لا يمكنه فيه الاستمرار باستخدام هذه الورقة للحصول على تنازلات من المجتمع الدولي ودول المنطقة.
ولكن يجب أن نعلم أنه طالما بقيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السلطة، فإن هذه الجماعات ستتشكل مجدداً، وستتسلح، وربما تقوم بعمليات أكبر. ورغم أن الضربات على هذه الجماعات هامة جداً وتحد من قدرة النظام على التخريب في المنطقة وقمع الداخل إلى حد ما، إلا أنه طالما بقي هذا النظام، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة والعالم. النظام حالياً في حالة ارتباك وأزمة وضعف شديد، ويجب استغلال الفرصة لضرب بنيته العسكرية، وخاصة النووية، وعدم الوقوع في فخ تكتيكات التراجع التي يتبعها النظام لمنحه فرصة لإعادة البناء.
من جهة أخرى، يحاول النظام تقليل تأثير هذه الضربة داخل فصائله الداخلية. تظهر التجربة أن كلما تلقى النظام ضربة كبيرة في الخارج، فإنه يتوجه إلى القمع في الداخل لمنع تأثيرات الصراع الداخلي بين الفصائل الحاكمة، وهذا القمع يشمل تطهير قواه الخاصة وتشديد الخناق على المجتمع. لذلك، ندعو جميع شعوب إيران والمنظمات القيادية للشعوب إلى اليقظة والاستعداد لمواجهة جميع الاحتمالات. يجب أن تكون الشعوب في حالة تأهب واستعداد كامل. عاجلاً أم آجلاً، يجب أن يزول النظام.
إسقاط نظام الملالي الإجرامي هو السبيل الوحيد لإنقاذ شعوب إيران.
حرکة النضال العربي الأحوازي
01.10.2024